الرئيسية
مهندس ألماني يحصل على الدكتوراه بامتياز في رسالته البحثية عن قرية سدوس
من Najd في 29 يوليو، 2010، الساعة 10:47 صباحاً
حصل المهندس كريستوفر هينكة على درجة الدكتوراه بامتياز في رسالته التي قدمها بعنوان سدوس ..
عن هذه الرسالة وكيف حصل عليها كان هذا الرصد معه وجولته في هذه المدينة العلم التابعة لمنطقة الرياض:
في عام 1401ه/1981م قدم إلى المملكة أحد المهندسين الألمان الذين استقطبتهم مشاريع الإسكان والتعمير، والبنى التحتية في المملكة، وبجانب عمله اليومي استرعى انتباهه النماذج المعمارية لإحدى قرى وسط الجزيرة العربية، واستهوته، أطلالها التي تحمل بين طياتها عبق البطولات وزخم التاريخ التليد، ماجعله يتفاعل وجدانياً مع هذا المكان وما يعنيه من معان تاريخية وجمال في العمارة النجدية بمبانيها الشاهقة وأسوارها وأساليب بنائها لذلك استهواه ما شاهده في جولاته المختلفة من مدن المملكة.. ماوجده من عمارة تقليدية في "سدوس" .
فبدأت علاقته بهذه القرية الصغيرة آنذاك عندما التقى أميرها في ذلك الوقت الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن معمر رحمه الله الذي استقبل الباحث وساعده فكان من العوامل التي ساعدت الباحث على إكمال مبتغاه ودراسته المعمارية التراثية.
نموذج تراثي حي
ولعل ما دفع الباحث إلى تأكيد اختياره لقرية سدوس، كونها واحدة من أجمل القري الأثرية ذات الأهمية الكبيرة في المملكة نظراً لما تحتويه بيوتها من عناصر فريدة وزخارف جصية تعود إلى ماقبل القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، كما تعد حصناً من الحصون القديمة ونموذجاً لأصغر قرية متكاملة مسورة ليس في المملكة فحسب بل ربما في الجزيرة العربية بأسرها .
درجة الدكتوراه
وبعد أعوام عديدة من البحث والدراسة، والاطلاع ، حاز الباحث على درجة الدكتوراه يوم الخميس 6محرم 1425ه الموافق 26فبراير 2004م بجامعة كسرسلاطرن الألمانية بتقدير عام امتياز، حضرها من الجانب السعودي المستشار في ديوان سمو ولي العهد، والأمين العام على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر؛ والقائم بأعمل السفارة في برلين، الاستاذ زبن بن جديع الهذال؛ الملحق الثقافي السعودي في ألمانيا والدول الإسكندنافية؛ وبولندا -لوكسمبورج- هولندا الدكتور أحمد بن عباس عشي والأستاذ فهد بن فيصل بن معمر، والذي قدم دعماً مهماً للباحث أثناء فترة عمله في المملكة وساعده على إكمال مهمته العلمية؛ بالإضافة إلى لفيف من المهتمين وبعض المثقفين والدبلوماسيين العرب. وقد أوضح منهج الباحث المعماري الألماني أن أهم مايميز هذه القرية هو تكامل عناصرها المعمارية وتنوعها ، مايجعل قرية سدوس بحق قرية يموذجية ونادراً مانجد قرية مشابهة لها فهي قرية صغيرة مساحتها (120*75) م 2، ومجموع بيوتها حوالي (120) بيتاً بالإضافة إلى المرافق الأخرى كالمسجد والبئر والأبراج ، وهي بهذا الشكل يسهل ترميمها وصيانتها وتوثيقها وتسليحها، وهو مافعلته
الإدارة العامة للآثار والمتاحف في وقت سابق .
عمرها 200عام
والقرية الجميلة هذه ليست متداخلة العناصر مع غيرها غير المرغوب فيه بمعنى أنها جميعاً مبنية بطريقة واحدة وفي فترة واحدة، ويمكن أن يطلق عليها بكل ثقة تراثية حضارية بالنظر إلى عمرها الذي يتراوح ما بين مائتي عام، كما أن مايميز قرية سدوس هذه المدة الطويلة عدم وصول يد الإنسان العابثة إلى مبانيها، ومن مزاياها أيضاً الأسلوب المعماري الفريد الذي استخدم في تسقيف الغرف بفرش الحجارة الرقيقة في الرصف فوق الخشب، وهذا النوع من الأساليب تنفرد به سدوس ولايوجد في المباني التقليدية إلا في القليل جدا من مباني إقليم نجد، وينعدم في مباني المنطقة الغربية من المملكة، كمكة وجدة والمدينة .
ولسدوس مزية أخرى ذلك أن مسجدها يتكون من دورين خلافاً للمساجد المعاصرة لتلك الفترة في نجد كما أن البيوت فيها تتميز بالبناء ذي الدورين، حيث استخدم ربما السفلي للرجال والعلوي للنساء . كما يوجد في القرية العديد من الغرف ذات الواجهة الواحدة وهي مترابطة ومتقابلة وتشرف على أزقة ضيقة يفترض أنها أستخدمت كمتاجر وأسواق عامة .
كتب - خالد الزيدان
جريدة الرياض
الجمعة 25 ربيع الأول 1425العدد 13111 السنة 40
المشاركة
من Najd في 29 يوليو، 2010، الساعة 10:47 صباحاً
حصل المهندس كريستوفر هينكة على درجة الدكتوراه بامتياز في رسالته التي قدمها بعنوان سدوس ..
عن هذه الرسالة وكيف حصل عليها كان هذا الرصد معه وجولته في هذه المدينة العلم التابعة لمنطقة الرياض:
في عام 1401ه/1981م قدم إلى المملكة أحد المهندسين الألمان الذين استقطبتهم مشاريع الإسكان والتعمير، والبنى التحتية في المملكة، وبجانب عمله اليومي استرعى انتباهه النماذج المعمارية لإحدى قرى وسط الجزيرة العربية، واستهوته، أطلالها التي تحمل بين طياتها عبق البطولات وزخم التاريخ التليد، ماجعله يتفاعل وجدانياً مع هذا المكان وما يعنيه من معان تاريخية وجمال في العمارة النجدية بمبانيها الشاهقة وأسوارها وأساليب بنائها لذلك استهواه ما شاهده في جولاته المختلفة من مدن المملكة.. ماوجده من عمارة تقليدية في "سدوس" .
فبدأت علاقته بهذه القرية الصغيرة آنذاك عندما التقى أميرها في ذلك الوقت الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن معمر رحمه الله الذي استقبل الباحث وساعده فكان من العوامل التي ساعدت الباحث على إكمال مبتغاه ودراسته المعمارية التراثية.
نموذج تراثي حي
ولعل ما دفع الباحث إلى تأكيد اختياره لقرية سدوس، كونها واحدة من أجمل القري الأثرية ذات الأهمية الكبيرة في المملكة نظراً لما تحتويه بيوتها من عناصر فريدة وزخارف جصية تعود إلى ماقبل القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، كما تعد حصناً من الحصون القديمة ونموذجاً لأصغر قرية متكاملة مسورة ليس في المملكة فحسب بل ربما في الجزيرة العربية بأسرها .
درجة الدكتوراه
وبعد أعوام عديدة من البحث والدراسة، والاطلاع ، حاز الباحث على درجة الدكتوراه يوم الخميس 6محرم 1425ه الموافق 26فبراير 2004م بجامعة كسرسلاطرن الألمانية بتقدير عام امتياز، حضرها من الجانب السعودي المستشار في ديوان سمو ولي العهد، والأمين العام على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر؛ والقائم بأعمل السفارة في برلين، الاستاذ زبن بن جديع الهذال؛ الملحق الثقافي السعودي في ألمانيا والدول الإسكندنافية؛ وبولندا -لوكسمبورج- هولندا الدكتور أحمد بن عباس عشي والأستاذ فهد بن فيصل بن معمر، والذي قدم دعماً مهماً للباحث أثناء فترة عمله في المملكة وساعده على إكمال مهمته العلمية؛ بالإضافة إلى لفيف من المهتمين وبعض المثقفين والدبلوماسيين العرب. وقد أوضح منهج الباحث المعماري الألماني أن أهم مايميز هذه القرية هو تكامل عناصرها المعمارية وتنوعها ، مايجعل قرية سدوس بحق قرية يموذجية ونادراً مانجد قرية مشابهة لها فهي قرية صغيرة مساحتها (120*75) م 2، ومجموع بيوتها حوالي (120) بيتاً بالإضافة إلى المرافق الأخرى كالمسجد والبئر والأبراج ، وهي بهذا الشكل يسهل ترميمها وصيانتها وتوثيقها وتسليحها، وهو مافعلته
الإدارة العامة للآثار والمتاحف في وقت سابق .
عمرها 200عام
والقرية الجميلة هذه ليست متداخلة العناصر مع غيرها غير المرغوب فيه بمعنى أنها جميعاً مبنية بطريقة واحدة وفي فترة واحدة، ويمكن أن يطلق عليها بكل ثقة تراثية حضارية بالنظر إلى عمرها الذي يتراوح ما بين مائتي عام، كما أن مايميز قرية سدوس هذه المدة الطويلة عدم وصول يد الإنسان العابثة إلى مبانيها، ومن مزاياها أيضاً الأسلوب المعماري الفريد الذي استخدم في تسقيف الغرف بفرش الحجارة الرقيقة في الرصف فوق الخشب، وهذا النوع من الأساليب تنفرد به سدوس ولايوجد في المباني التقليدية إلا في القليل جدا من مباني إقليم نجد، وينعدم في مباني المنطقة الغربية من المملكة، كمكة وجدة والمدينة .
ولسدوس مزية أخرى ذلك أن مسجدها يتكون من دورين خلافاً للمساجد المعاصرة لتلك الفترة في نجد كما أن البيوت فيها تتميز بالبناء ذي الدورين، حيث استخدم ربما السفلي للرجال والعلوي للنساء . كما يوجد في القرية العديد من الغرف ذات الواجهة الواحدة وهي مترابطة ومتقابلة وتشرف على أزقة ضيقة يفترض أنها أستخدمت كمتاجر وأسواق عامة .
كتب - خالد الزيدان
جريدة الرياض
الجمعة 25 ربيع الأول 1425العدد 13111 السنة 40
المشاركة
